السلامة الأحيائية والمجتمع المدني
ان التقدم العلمي الذي عرفه العالم في العشرية الأخيرة من هذا القرن في جميع المجالات وبالخصوص في مجال التكنولوجيا البيوليوجية ساهم في جلب الكثير من الفوائد لعدة مجالات كالطب والصحة العامة والصناعات الغذائية ، ومع ذلك يبقى هذا التقدم العلمي مصدرا لبعض المخاطر على الأمن والسلامة العامة بسبب الاستخدامات والممارسات الخاطئة لهذا العلم ، فهذه المخاطر البيوليوجية يتبعها أيضا مخاطر بيئية وطبيعية مثل انتشار الأوبئة والأمراض المعدية سواء كانت أمراض حديثة النشأة أو أمراض منتشرة من قبل .
هذه المخاطر يمكن عرضها بشكل طيفي انطلاقا من المخاطر الناتجة عن الأمراض المعدية الطبيعية من حيث بداية ظهورها لأول مرة او عودتها للانتشار من جديد على سبيل المثال انفلونزا الطيور او الخنازير او جنون البقر ، مرورا بالمخاطر الناتجة عن الاستخدام غير المتعمد لهذه التكنولوجيا داخل المختبرات وللنقص الحاصل في التجهيزات ولانعدام وسائل الوقاية ، وانعدام وسائل التحسيس ، و عند نقل تلك الجراثيم بين الدول عبر الطرق ، وختاما المخاطر الناتجة عن الاستخدام المتعمد للجراثيم من اجل استعمالها في أعمال إجرامية مثل الإرهاب البيولوجي ، او في استخدامها في الحروب كالسلاح البيولوجي .
ومن أجل فهم واستيعاب الفوائد الانسانية والاقتصادية عن هذا التقدم العلمي الكبير في مجال علوم الأحياء بشكل متكامل ، و التعرف على المخاطر التي يحملها معه هذا التقدم العلمي إذا ما أسيئ استخدامه ، وحتى يتم تدبير هذه المخاطر والتعامل معها بشكل فعال من طرف كل من يهمه الأمر ، فقد قرر مجموعة من الباحثين ينتمون الى مجالات متعددة ومتنوعة ، نظرا لنوعية تخصص الموضوع ، باحثين في الصحة العمومية ، وباحثين جامعيين اختصاص بيولوجيا ، كيمياء وباحثين في مجال القانون ، ومهتمين بالشأن الجماعي ومستشارين جماعيين وطلبة باحثين في هذا الشأن، قرروا إنشاء جمعية متخصصة بتاريخ 31/10/09 بكلية العلوم جامعة عبد المالك السعدي تطوان برئاسة الدكتور محمد خالد التمسماني ومكتب تنفيذي يضم تسعة أعضاء .
تهدف الجمعية المغربية للسلامة الأحيائية (AMABIOS) الى:
- تقوية قدرات الموارد البشرية لتكون مؤهلة وقادرة على إدارة المخاطر البيولوجية التي قد تحدث بشكل عرضي أو الناتجة عن فعل متعمد.
- العمل على تكوين أطر وتقنيين مختصون في مجالات السلامة والأمن الإحيائي، ونشر ثقافة للأخلاقيات في العلوم والتكنولوجيا .
-
تحسيس المجتمع المدني بالمخاطر الناتجة عن الاستخدام والأستعمال الغير المعقلن للجراثيم الخطيرة سواء داخل المختبرات التابعة للجامعات او تلك التابعة للصحة العمومية او مختبرات التحاليل الخاصة .
-
السعي لوضع مدونات لقواعد السلوك داخل مختبرات البحبث اعلمي خاصة في ما يتعلق بعمليات الاستخدام والتخزين والنقل وتدبير النفايات والحد من انتشار الأمراض.
-
المساهمة في تعزيز وتقوية التزامات المغرب تجاه الاتفاقيات الدولية بما في ذلك تلك المتعلقة بمنع انتشار الأسلحة البيولوجية والتوكسينات.